يساعد تغيير المواقف والعقليات في التعامل مع الفريق وأخذ زمام المبادرة في هذه البيئة المليئة بالالتباس وعدم الوضوح.
قد يبدو انتشار فكرة أننا مطالبون بالعمل في أوقات سمتها التقلب والتعقيد والغموض والحيرة مقبول على نطاق واسع، إلا أننا نحتاج إلى مساحة أمان للتفكير والتأمل، لنتمكن من مراجعة الجوانب المتباينة والبحث في الخيارات المختلفة، لنزدهر في نهاية المطاف. ويتيح التدريب والإرشاد هذه المساحة التي يتم فيها تشجيع الأفراد أو الأفرقة على البحث في وجهات النظر المختلفة للوصول إلى استنتاجاتهم الخاصة وتطوير حلول مناسبة لهم. وبالنجاح في التدريب والإرشاد، يمكن التقدم خطوة نحو الأمام، والتحلي بالقدرة على صنع قرارات تحولية، حيث يحث المدربون والمرشدون على المرونة تجاه التغيير، ويشجعون على القيادة والاعتماد على الذات بدل الاعتماد على نظام التسلسل الهرمي.
ولا يخفى على أحد أن التدريب والإرشاد يدعمان الحلول المبتكرة في مواجهة المشكلات القائمة اليوم، ويمكن أن تكون العلاقة مع مدرب و/أو مرشد خبير وموثوق، يعتمد أسلوب الترغيب والترهيب، علاقة حاسمة ومؤثرة، فقد ثبت أنها فعالة للغاية في الحفاظ على صحة الفرد وتحفيزه على العمل.
الرؤية
السعي إلى خلق مستقبل جليّ
غاريث أوين – مدير الشؤون الإنسانية – Save the Children المملكة المتحدة
مدير الشؤون الإنسانية في Save the Children المملكة المتحدة – قدوة ملتزمة بالعمل الإنساني، عاش وعمل في بعض أصعب المواقف صعوبة في العالم، حيث قاد جهود الاستجابة لكثير من حالات الطوارئ في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك “بوكسنغ داي تسونامي”، والزلازل في باكستان وهايتي، وإعصار نارجيس في ميانمار، فضلاً عن النزاعات في الصومال وأنغولا وكوسوفو والعراق وأفغانستان وسورية. وشارك غاريث في تأسيس “الرها”، و”أكاديمية الريادة في العمل الإنساني (HLA)” و”إطار الكفاءات الإنسانية الأساسية (CBHA)” (“شبكة ستارت” اليوم)، وهو متحمس لتطوير القيادة في قطاع العمل الإنساني، ويقود اليوم فريقًا يضم أكثر من 100 متخصص في العمل الإنساني. مُنِح في يونيو 2013 “رتبة الإمبراطورية البريطانية” مقابل “خدمات الاستجابة للطوارئ في الأزمات الخارجية”.
اعرف من أنت لتعرف الآخرين
د. كورنيليا سي. والتر
عملت كورنيليا في الاستجابة الإنسانية نحو عقدين تقريبًا مع اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي في العديد من حالات الطوارئ الكبرى في غرب إفريقيا وأفغانستان وهايتي، وتولت في الغالب منصب رئيس الاتصالات الاستراتيجية. وبفضل جهودها البحثية والتدريبية، تعاونت مع مركز القيادة الإنسانية في جامعة ديكن وكلية الحقوق في إيكس مرسيليا. وجدير بالذكر أن كورنيليا تحمل درجة الدكتوراة في القانون، وهي مدرِّسة معتمدة لليوغا والتأمل.
وبعيدًا عن اهتمامها بأشكال التأثير المختلفة، تركز كورنيليا على التحول الاجتماعي من الداخل إلى الخارج، وترى في تطلعات الفرد نقطة انطلاق لتحقيقه. وتسعى إلى تحسين المنهجية التي تؤثر على رغبة الأفراد في المشاركة في التغيير الاجتماعي، بدل إجبارهم على العمل لصالح الآخرين. وفي 2017، أطلقت حركة “POZE” (الغاية والتحسين والذروة والمواجهة) في هايتي لتمنح الأفراد مجموعة من الأدوات التي تمكنهم من تحديد تطلعاتهم والمضي في تحقيقها. واليوم، تتوسع هذه الحركة في الأمريكيتين وإفريقيا وآسيا وأوروبا. وفي 2020، نشرت ثلاثة من كتبها عبر دار بالغرايف/سبرينغر، وهي: “Development, humanitarian action and social welfare” (مايو)، و”Humanitarian work, social change and human behavior” (يونيو)، و”Connection in times of Covid” (نوفمبر).
الوضوح
فهم الفوضى
صبا المبسلط – الرئيس التنفيذي – مؤسسة الأصفري
تتمتع صبا بخبرة تزيد على 25 عامًا، ما منحها صوتًا رائدًا في قطاع الاستجابة الإنسانية والإنمائية. وتولت في عملها الكثير من المهام، منها: إدارة البرامج الوطنية والإقليمية قرابة 14 عامًا بالتعاون مع Save the Children، وإنشاء أكاديمية الريادة في العمل الإنساني وقيادتها (مبادرة تعليمية عالمية)، وتقود الآن مؤسسة الأصفري (مؤسسة عالمية عائلية/مانحة)، وتقدمت في عملها حتى تولت منصب رئيس تنفيذي بالتركيز على المسائل الاستراتيجية والخبرة التشغيلية، وكانت مؤثرة وديناميكية فيه. وعملت في بعض أكثر الدول والظروف صعوبة، وتشمل خبرتها الاستجابة المباشرة في لبنان والأردن ومصر والضفة الغربية واليمن وتونس وليبيا وأذربيجان. وتجتهد الآن في عملها في المملكة المتحدة بالروح ذاتها التي تميزت بها طوال حياتها المهنية؛ حيث تسعى إلى منح الشركاء المحليين والوطنيين الفرصة لبناء القدرة على الصمود والتعافي، وتقود جهود التنمية في عملها الخاص بكفاءة. ولتحقيق هذا الهدف، تواصل صبا العمل مع صناع السياسات والمانحين لضمان الاستثمار في التغيير المستدام على المستوى المحلي، وإقامة شراكات مفيدة تجمع بين المحلي والدولي وتسمح بتبادل الدروس والخبرات لإفادة الجميع.
المرونة
نهج تعاوني للتغيير السريع
توماس لاي، مدير الطوارئ في شرق وجنوب إفريقيا
Save the Children الدولية
بدأ توماس مسيرته المهنية قبل 15 عامًا بالاستجابة لحالات النزوح في الصومال، وفي السنوات الست التي تلتها، عاش حياته يتنقل بين الاستجابات للكوارث الطبيعية والصراعات، لقيادة الجهود المبكرة في أكثر من 20 دولة حول العالم. ومنذ 2012، استقر توماس في شرق إفريقيا للعمل على النزاع في جنوب السودان وانعدام الأمن الغذائي الحاد في القرن الإفريقي. وينسق جهود Save the Children الإنسانية في 14 دولة شرقي إفريقيا وجنوبيها. وفي عام 2012، أطلق أول وحدة إنسانية إقليمية في Save the Children صممها للمساعدة في تشكيل الحقبة التالية من العمل الإنساني وإحداث تغيير في بعض المطالبات المنهجية في القطاع.
يتميز توماس بإيمانه بفريقه وشغفه في إخراج أفضل ما فيه عبر منحه الفرص التي تشجع على العمل بطريقة مدروسة ومدعومة.